تفاصيل المقال

القُرآن العظيم يتحدى – (1)  المفكر الإسلامي الكبير أ. د محمد عمارة

القُرآن العظيم يتحدى – (1) المفكر الإسلامي الكبير أ. د محمد عمارة

القُرآن العظيم يتحدى 

المفكر الإسلامي الكبير أ. د محمد عمارة

 

منذ اللحظة الأولى لنزول القرآن الكريم بمكة المكرمة –وعلى امتداد سنوات نزوله بالمدينة المنورة - .. كان الإعلان عن أنه "المعجز المتحدي" .. و "التحدي المُعجز" .. لا للعرب وحدهم ولا للبشر المعاصرين فقط .. بل للإنس والجن قاطبة عبر الزمان والمكان .. وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..

 

لقد تحداهم أن يأتوا بمثله .. فلما عجزوا تحداهم أن يأتوا بعشر سور من مثله .. فلما عجزوا تحداهم أن يأتوا بحديث مثله .. فلما عجزوا تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله .. وأن يستعينوا على ذلك بكل من وما دون الله –سبحانه وتعالى- .. وقطَع قطعاً جازماً ومتحديّاً بعجزهم عن ذلك، عبر الزمان والمكان (فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا) [البقرة: 24].

نعم ! .. ففي سورة الإسراء –المكية-: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) [الإسراء: 88].

 

وفي سورة هود –المكية-: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ) [هود: 13 – 14].

وفي سورة الطور –المكية- (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ ۚ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ) [الطور: 33 – 34].

 

وفي سورة البقرة –المدنية-: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [البقرة: 23 – 24].

 

لقد اجتمع الفُصحاء والبُلغاء من قُريس وانتدبوا أحد زعمائهم .. وبلغائهم وقضاتهم .. والملقب "بالعدل"؛ لأنه كان عدل قُريش كلها .. انتدبوا " أبو عبد شمس، الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم" [95 ق . ه 530 – 633م] .. ليسمع القُرآن .. وليُجيب على التحدي .. فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، وسمع منه سورة "غافر" .. فما كان من عدل قريش وقاضيها وزعيمها إلا أن شهد –وهو على شركه .. وزندقته- فقال لقومه:

لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن، والله ما هو بكاهن فقد رأينا الكُهّان، فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه، و والله ما هو بمجنون، فقد رأينا الجنون وعرفناه، فما هو بخَنْقه ولا تخالجه ولا وسوسته، ووالله ما هو بشاعر، ووالله ما هو بساحر، فقد رأينا السُّحّار وسحرهم، فما هو بنفْثه ولا عُقد ..

والله إنّ لقوله حلاوة، وإن عليه طلاوة، وإن أصله لمغدق،  وإن فرعه لمثمر، وإنه يعْلو ولا يُعلى عليه .. وما أنتم يا معشر قُريش -بقائلين- [فيه] – من هذا شيئاً إلاّ وأعرف أنه باطلٌ" !!

 

ولقد استمر التحدي على امتداد التاريخ .. واستمرت الشهادات –شهادات العلماء الخبراء الحكماء البلغاء للقُرآن الكريم .. للتحدي المعجز .. والاعجاز المتحدي .. ومن نماذج هذه الشهادات:

قول الإمام الهادي إلى الحق يحي بن الحسين [245 – 298ه 859 – 911م]: "القُرآن مُحكم ومُتشابه، وتنزيل وتأويل، وخاص وعام، وحلال وحرام، وأمثال وعِبَر، وأخبار وقصص، وظاهر وباطن". وكلُّ ما ذكرنا يُصدّق بعضه بعضاً، فأولّهُ كآخره، وظاهره كباطنه، ليس فيه تناقض .. نأخذ بمُحكم القُرآن، ونُقرّ بمتشابهه، أنّه من الله (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [آل عمران: 7]. فلذلك جُعل المحكم إماماَ للمتشابه ..."

 

وعلى امتداد تاريخ القُرآن الكريم أبدع العقل المسلم من حوله التآليف، في فنون "علوم القُرآن" إعانة لطالبي، تاريخه وأسراره، وإقامة للحُجَّة على المعاندين .. حتى غدت الشهادات على تحدي القُرآن وإعجازه فنّاً من فنون التأليف، التي تحتاج إلى الجمع و التأليف والتصنيف.

 

* - وفي عصرنا الحديث .. كتب الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده [1266 – 1323هـ /1849 – 1905م] – وهو من أئمة البلاغة والبيان في عصره .. كتب، عن إعجاز القرآن وتحديه، فقال: "لقد جاءنا الخبر المتواتر الذي لا تتطرق إليه الريبة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في نشأته أُمّيّاً، وتواترت أخبار الأمم كافّة على أنه جاء بكتاب، قال: إنه أُنزل عليه، وأنّ ذلك الكتاب هو القُرآن المكتوب في المصاحف، والمحفوظ في الصدور، نزل القُرآن في عصر اتفق الرواة وتواترت الأخبار أنه أرقى الأعصار عند العرب، وأغزرها مادة في الفصاحة، وأنه الممتاز بوفرة رجال البلاغة وفرسان الخطاب .. وأنفس ما كانت العرب تتنافس فيه هو الغَلَبُ في القول،  والسّبق إلى إصابة مكان الوجدان من القلوب، ومقر الإذعان من العقول، وتواتر الخبر كذلك بما كان منهم من الحرص على مُعارضة النبي صلى الله عليه وسلم، والتماسهم الوسائل لإبطال دعواه .. ولقد تحداهم بالإتيان بمثل أقصر سورة من ذلك الكتاب، أو بعشر سور من مثله، وكان في استطاعتهم أن يجمعوا إليه من العلماء والفصحاء البلغاء ما شاءوا، ليأتي بشيء من مثل ما أتى به، ليُبطلوا الحجة، ويُفحموا صاحب الدّعوة، وجاء الخبر المتواتر أنه مع طول زمن التحدي، ولجاج القوم في التعدي أصيبوا بالعجز، ورجعوا بالخيبة، وحُقّت للكتاب العزيز الكلمة العليا على كُلّ كلام، وقضى حُكمه العليّ على جميع الأحكام.

 

أليس في ظهور مثل هذا الكتاب على لسان أُمّيّ أعظم مُعجزة وأدلّ برهان على أنه ليس من صنيع البشر؟. وإنما هو النور المنبعث عن شمس العلم الإلهي، والحكم الصادر عن المقام الرّباني على لسان النّبيّ الأُمّيّ، صلوات الله عليه.

ولقد ثبت بهذه المعجزة العظمى وقام الدليل بهذا الكتاب الباقي الذي لا يعرض عليه التغيير ولا يتناوله التبديل أنّ نبينا محمدّاً صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى خلقه، فيجب التصديق برسالته، والاعتقاد بجميع ما ورد في الكتاب المنزل عليه، والأخذ بكل ما ثبت عنه من هدي وسُنّة مُتبعة.

 

وقد جاء في الكتاب أنّه خاتم الأنبياء، فوجب علينا الإيمان بذلك كذلك ..

إن القرآن كلام سماوي، تنزل من حضرة الربوبية، التي لا يكتنه كنهها، على قلب أكمل الأنبياء، وهو يشتمل على معارف عالية، ومطالب سامية، لا يشرف عليها إلا أصحاب النفوس الزاكية والعقول الصافية.

وإن الطالب له يجد أمامه من الهيبة والجلال، الفائضين من حضرة الكمال، ما يأخذ بتلابيبه، ويكاد يحول دون مطلوبه.

ولكنّ الله تعالى خَفّف علينا الأمر، بأن أمرنا بالفهم والتعقُّل لكلامه، لأنه إنما أنزل الكتاب نُوراً وهُدى، مُبيّناً للنّاس شرائعه وأحكامه، ولا يكون كذلك إلا إذا كانوا يفهمونه.

 

فداوم على قراءة القرآن، وتفهم أوامره ونواهيه، ومواعظه وعبره، كما كان يُتلى على المؤمنين والكافرين أيام الوحي .. ثُمّ اذهب إلى ما يُشخصك القُرآن إليه، واحمل بنفسك على ما يُحملُ عليه ..

ولقد خطّ القُرآن للعرب طُرُقاً للتعبير، ومهّد لهم سبيلاً جديدة لصوغ الأساليب، ليخرج بهم من ضيق ما كانوا التزموه، ويبعد بهم عن تكلف كانوا رئموه - [أحبوه وألفوه] – .. ولقد كان البدوي راعي الغنم، يسمع القُرآن فيخر له ساجداً لمَ عنده من رقة الإحساس ولطف الشعور ..

 

ولقد قال الأصمعي [122 – 216هـ / 740 – 831م]: سمعت بنتاً من الأعراب – خُماسية أو سُداسية – تنشد:

أستغفر الله لذنبي كله   ***  قتلتُ إنساناً بغير حِلّه

مثل غزال ناعم في دِلّه  ***  وانتصف الليل ولم أصله

فقلتُ لها: قاتلك الله ما أفصحك !! .. فقالت: ويحك ! أيُعَدُّ هذا فصاحة مع قوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [القصص: 7]، فجمع بين أمرين، ونهيين، وبشارتين"!.

 

أما تلميذ الأستاذ الإمام ..  وزعيم الأمة .. وقائد أعظم ثورات الشرق في القرن العشرين سعد زغلول باشا [1273 – 1346هـ / 1857 – 1927م]- الذي انتقد كتاب الإسلام وأصول الحكم 1966م للشيخ علي عبد الرازق [1305 – 1386هـ / 1887 – 1966م] سنة 1925م لما فيه من محاولة لعلمنة الإسلام  .. وانتقد كتاب [في الشعر الجاهلي] للدكتور طه حُسين [1306 – 1393هـ / 1889 – 1973م] سنة 1926م .. لما فيه من تطاول على الصدق التاريخي لبعض قصص القُرآن ..

 

وكتب ثناءً مُستطاباً على نقض العلامة محمد فريد وجدي [1295 – 1373هـ / 1878 – 1954م] لكتاب [في الشعر الجاهلي] .. فإنه هو الذي تحدث عن الإعجاز المتحدي للقرآن الكريم – في كتاب العلامة مُصطفى صادق الرافعي [1297 – 1356هـ /1880 – 1937م] (إعجاز القُرآن والبلاغة النبوية) سنة 1926م .. فقال: "لقد تحدى القرآن أهل البيان، في عبارات قارعة مُحرجة، ولهجة واخزة مُرغمة، أن يأتوا بمثله، أو سورة منه، فما فعلوا، ولو قدروا ما تأخروا، لشدة حرصهم على تكذيبه، ومُعارضته بكُلّ ما ملكت أيمانهم، واتسع له إمكانهم". هذا العجز الوضيع بعد ذلك التحدي الصارخ، هو أثر تلك القدرة الفائقة، وهذا السكوت الذليل بعد ذلك الاستفزاز الشامخ، هو أثر ذلك الكلام العزيز" ..

 

أما الرافعي فهو من أئمة البلاغة في القرن العشرين، فهو القائل عن القرآن الكريم: " إن القُرآن أنزل لتكون كل نفس سامية نسخة حية من معانيه، وليكون هو النفس المعنوية الكبرى. فهو كتاب، ولكنه مجموعة العالم الإنساني" ..

وإذا كان أساطين البيان والبلاغة والفصاحة من -مشركي قريش- في القرن السابع الميلادي –قد شهدوا بأن القرآن الكريم لا يُمكن أن يكون قول بشر .. شهدوا بذلك وهم على شركهم ووثنيتهم .. فإن القرن العشرين قد حفل بشهادات عدد من خُبراء اللاهوت، الذين تبحروا في الكتب المقدسة لدى الديانات السماوية الثلاث –اليهودية .. والنصرانية .. والإسلام .. حفل بشهادات من هؤلاء اللاهوتيين الخبراء للقرآن الكريم بأنه وحي الله المباشر إلى محمد صلى الله عليه وسلم، الذي لم يُصبه أي تحريف ولا تغيير ولا تبديل .. وأنه عندما تحدى البشر أن يأتوا بشيء من مثله، ما كان لأي من البشر أن يستطيع الاستجابة لهذا التحدي المعجز؛ لأنه ليس في استطاعة أي من البشر أن يتحدى آيات الله – القُرآن الكريم -.

 

ويكفي أن نشير إلى شهادة القس الأنجليكاني العلامة الإنجليزي " مونتجمري وات [1909 – 2006م]، وهو قسيس ابن قسيس، عمل راعياً بالعديد من الكنائس الإنجليكانية في لندن وأدينبرة والقدس .. وبعد فقهه لليهودية والنصرانية، وكتبهما المقدسة، أمضى أكثر من ثُلث قرن في دراسة العربية والإسلام، وتوّج هذه الخبرة العلمية بشهادته للقُرآن الكريم – من موقعه كقس نصراني -، فقال: " إن القُرآن هُو وحي الله المباشر إلى محمد –صلى الله عليه وسلم- ..

 إنه صادر عن الله، وبالتالي فهو وحي، وليس كلام محمد –صلى الله عليه وسلم- بأي حال من الأحوال، ولا هو من نتاج تفكيره، وإنما هو كلام الله وحده، قصد به مخاطبة محمد ومعاصريه، ومن هُنا فإن محمداً –صلى الله عليه وسلم- ليس أكثر من رسول اختاره الله لحمل هذه الرسالة إلى أهل مكة، ثُمّ لكُلّ العرب، ومن هنا فهو قُرآن عربي مُبين، وهناك إشارة إلى أنه مُوجَّه للجنس البشري قاطبة، وقد تأكّد ذلك عملياًّ  بانتشار الإسلام في العالم كُلُّه، وقَبِلَهُ بشرٌ من كُلُ  الأجناس تقريباً .. وهو يحظى بقبول واسع بصرف النظر عن لُغته، لأنه يتناول الإنسانية ..

إننا نُؤيد بصدق محمد –صلى الله عليه وسلم-  وإخلاصه عندما يقول: إن كلمات القُرآن ليست نتيجة أي  تفكير، واعٍ منه.

وعندما تحدى محمد –صلى الله عليه وسلم- أعداءه بأن يأتوا بسورة من مثل السور التي أوحيت إليه، كان من المفترض أنهم لن يستطيعوا مُواجهة التحدي؛ لأن السور التي تلاها محمد –صلى الله عليه وسلم- هي من عند الله، وما كان لبشرٍ أن يتحدّى الله .. ".

هكذا مثل القرآن الكريم .. ولا يزال .. وسيظل " الإعجاز – المتحدّي" و " التحدّي – المُعْجِز" ..

 

وبذلك شهد الحكماء .. الخبراء .. العلماء .. البلغاء على امتداد العصور ..

وصدق الله العظيم: (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) [البقرة: (2)].

  

* - بقلم المفكر الإسلامي الكبير أ. د محمد عمارة -متّعه الله بالصحة والعافية-

* والمقال موصولٌ بمشيئة الله تعالى ..     

 



مقالات ذات صلة