تفاصيل المقال

عظمة وإعجاز القُرآن الكريم على مر الزمان - (2 - 3)  - بقلم:  أ. د  كارم السيد غنيم  -الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر - وأمين عام جمعية الإعجاز العلمي في القُرآن والسنة

عظمة وإعجاز القُرآن الكريم على مر الزمان - (2 - 3) - بقلم: أ. د كارم السيد غنيم -الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر - وأمين عام جمعية الإعجاز العلمي في القُرآن والسنة

 ومن أعلام دراسات الإعجاز القُرآني: 

* العلاّمة شيخ أهل المغرب، محمد الطاهر بن عاشور –رحمه الله- (1296 – 1394هـ):

شيخ جامع الزيتونة بتونس وإمامها، وصاحب التفسير الأنور (التحرير والتنوير)، وهُو من أجلّ كُتب التفسير، وقد ضمّن مُقدمته آراءه في اتجاه ما يسمى: (التفسير العلمي)، أي: استعمال مُعطيات العلم الحديث في شرح مفاهيم الآيات القرآنية المشيرة إلى الطبيعة والخلق والكون.

ولقد عرض الدكتور سعاد يلدرم [5] بالتفصيل لآراء ابن عاشور –رحمه الله-، وفيما يلي نقتبس منه مقتطفات نُبين بها خلاصة هذه الآراء، فيما يلي:

قال ابن عاشور -رحمه الله- في تفسير (التحرير والتنوير)[6] (في المقدمة العاشرة) عند البحث في إعجاز القرآن ما نصه: "وأمَّا النوع الثاني من إعجازه العلمي، فهو ينقسم إلى قسمين: قسم يكفي لإدراكه فهمه وسمعه، وقسم يحتاج إدراك وجه إعجازه إلى العلم بقواعد العلوم.

 وكلا القسمين دليل على أنه من عند الله، لأنه جاء به (أُمّيّ) في موضع لم يعالج أهله دقائق العلوم، والجائي به ثاوٍ بينهم لم يُفارقهم، ولقد أشار القرآن إلى هذه الجهة من الإعجاز بقوله تعالى: (قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50))[سورة القصص].

ثم إنه ما كان قصاراه إلى مشاركة أهل العلم في علومهم الحاضرة، حتى ارتقى إلى ما لم يألفوه، ويتجاوز ما درسوه وألفوه.

قال ابن عرفة عند قوله تعالى: (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ)[آل عمران: 27]: "كان يعضهم يقول: إن القرآن يشتمل على ألفاظ يفهمها العوام، وألفاظ يفهمها الخواص، وعلى ما يفهمه الفريقان، ومنه هذه الآية، فإن الإيلاج يشمل الأيام التي لم يُدركها إلا الخواص، والفصول التي يُدركها سائر العوام.

أقول: وكذلك قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30]. فمن طرق إعجازه العلمية أنه دعا إلى النظر والاستدلال.

قال في الشفاء: "ومنها جمعه لعلوم ومعارف لم تعهدها العرب، ولا يُحيط بها أحد من علماء الأمم، ولا يشتمل عليها كتاب من كُتبهم، فجمع فيه من بيان علم الشرائع والتنبيه على طرق الحجة العقلية، والرد على فرق الأمم ببراهين قوية وأدلة كقوله:(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) [الأنبياء: 22]. وقوله: (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم) [يس: 81].

ولقد فتح الأعين إلى فضائل العلوم، بأنه شبَّه العلم بالنور وبالحياة كقوله: (لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا)[يس: 70]. وقوله: (يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ) [البقرة: 257]. وقوله: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)[العنكبوت: 43]. وقوله: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)[الزمر: 9]. وهذا النوع من الإعجاز هو الذي خالف به القرآن أساليب الشعر وأعراضه مخالفة واضحة.

 

ثم يستدل ابن عاشور –رحمه الله- بحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ، إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ))[صحيح البخاري؛ برقم: (4696)، وصحيح مُسلم؛ برقم: (216)].  فالمناسبة بين كونه أوتي وحياً وبين كونه يرجو أن يكون أكثرهم تابعاً لا تنجلي إلا إذا كانت المعجزة صالحة لجميع الأزمان، حتى يكون الذين يهتدون لدينه لأجل مُعجزته، أُمَماً كثيرين، على اختلاف قرائحهم، فيكون هو أكثر الأنبياء تابعاً لا محالة، وقد تحقق ذلك؛ لأن المعنى بالتابع: التابع له في حقائق الدين لا اتباع الادعاء والانتساب بالقول ...

وهذه الجهة من الإعجاز إنما تثبت للقرآن بمجموعه، إذ ليست كل آية من آياته، ولا كل سورة من سورة، بمشتملة على هذا النوع من الإعجاز، ولذلك فهو إعجاز حاصل من القرآن، وغير حاصل به التحدي.

وقال ابن عاشور –رحمه الله- (في المقدمة الرابعة): "وفي الطريقة الثالثة: تجلب مسائل علمية من علوم لها مناسبة بمقصد الآية، إما على أن بعضها يُومىء إليه معنى الآية، ولو بتلويح ما، كما يُفسر أحدهم قول الله تعالى: (وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ).[البقرة: 269]. وأن بعض مسائل العلوم قد تكون أشد تعلقاً بتفسير آي القرآن، كقول الله: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ) [الذاريات: 47]. وكذا قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ) [سورة ق: 6].

فإن القصد منه الاعتبار بالحالة المشاهدة، فلو زاد المفسر ففصل تلك الحالة، وبين أسرارها وعللها بما هو مبين في علم الهيئة (الفلك)، كان قد زاد المقصد خدمة، إما على وجه التوفيق بين المعنى القُرآني، وبين المسائل الصحيحة من العلم، حيث يمكن الجمع، وإما على وجه الاسترواح من الآية، كما يُؤخذ من قوله تعالى: (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ)[الكف: 47]. أن فناء العالم يكون بالزلازل. ومن قوله تعالى: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) [التكوير: 1]. أن قانون الجاذبية يختل عند فناء العالم". [التحرير والتنوير؛ للعلامة الطاهر ابن عاشور –رحمه الله-: (ج1/ص 125 – 132)].

 

* العلاّمة بديع الزمان سعيد النورسي –رحمه الله- (1294 – 1379هـ):

مجاهد إسلامي تركي مشهور، كتب تفسيراً باللغة العربية لسورة البقرة أسماه: (إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز)، كما كتب تفسيراً لبعض سور وأجزاء من القرآن الكريم بعنوان: (كليات رسائل النور) التي ترجمت فيما بعد إلى اللغة العربية، وقد توفي -رحمه الله- عن عمر يناهز السابعة والثمانين، وهو عمر مليء بالعلم والجهاد والدعوة إلى الله، وفي نفس بحث الدكتور "سعاد يلدرم" وردت تفصيلات كثيرة عن آراء النورسي في هذا الاتجاه التفسيري للقرآن الكريم، وبنفس الأسلوب في التناول هنا سوف نعرض مقتطفات موجزة من هذه التفصيلات، تبين موجزاً لهذه الآراء:

"من آيات القرآن قسم يزداد وضوحاً بمرور الزمان، ولا تنقضي عجائبه، له مُحكمات ونصوص لا تتغير وأحكامها في كل الأزمان، ولكن له أيضاً معاني ثانوية تُشير إلى بعض الحقائق العلمية التي تنكشف شيئاً فشيئاً، حسب تقدم المستوى العلمي البشري.

أما الحقائق الظاهرية التي بينها السلف الصالح فمُسَلَّمة محفوظة، لا تعتريها شُبهة؛ لأنها نصوص ومحكمات وأسس وقواعد يجب الإيمان بها، والكتاب موصوف بأنه قرآن عربي مُبين.

وهذا يقتضي كونه واضحاً في معانيه الأساسية، والخطاب الإلهي يدور حول هذه المعاني، ويُقويها ويُظهرها، ومن يُنكر هذه المعاني المنصوصة، فكأنما يُكذّب الله تعالى، ويتهم فهم الرسول صلى الله عليه وسلم، إذن لا شك في أن المعاني المنصوصة مأخوذة من منبع الرسالة ... إلخ" [المكتوبات؛ للنُّورسي، (ص: 400 - 401)].

 

ويتساءل النُّورسي –رحمه الله- بعد أن تعرض لبعض المعاني الإشارية من قَبيل الإعجاز العلمي؛ فيقول: فإن قلت:  "كيف نستطيع أن نعلم أن القرآن أراد هذه المعاني وأشار إليها؟.

فالجواب: ما دام القرآن خطة أولية، وما دام هو يدرس ويخاطب كل طبقات البشر المصطفّة جيلاً بعد جيل، إلى يوم القيامة، فلا بد له من مُراعاة تلك الأفهام المختلفة، ودرج المعاني المتعددة وإرادتها، ووضع القرائن للإرشاد بأنه أرادها، وكل هذه الوجوه والمعاني تُعد من معاني القرآن بشهادات اتفاق أهل الاجتهاد، وأهل التفسير، وأهل أصول الدين، وأهل أصول الفقه، بشرط كونه صحيحاً من ناحية العلوم العربية، وحقاً من جهة الأصول الدينية، ومقبولاً من الناحية البلاغية، والقرآن وضع أمارة لكل وجه من هذه الوجوه: إما لفظية وإما معنوية.

والأمارة المعنوية: إما أن تُفهم من سياق الكلام وسباقه، وإما أمارة مُستنبطة من آية أخرى تُشير إليها (يعني: إلى هذا المعنى)، وكتب التفاسير التي تُعد بالآلاف التي الفها المحققون تشهد بجامعية القرآن هذه وخارقيته". [سوزلر، أي: الكلمات: (ص: 414 - 415)].

 

"يتساءل الإنسان: إن الواقع الذي نُشاهده ضد ما أشار إليه القرآن في بعض الأحيان، مثلاً نرى الشمس تشرق، وتغرب، والأرض مُنبسطة ساكنة، ماذا نقول في ذلك؟ نُجيب عن هذا السؤال بأن القرآن كتاب هداية وإرشاد، والإرشاد باعتبار المعظم عوام، والعوام على رؤية الحقيقة عريانة، ولا يستأنسون بها إلا بلباس خيالهم المألوف، فلهذه النكتة صوّر القرآن تلك الحقائق بمتشابهات وتشبيهات واستعارات، وحافظ على الجمهور الذين لم يتحملوا عن الوقوع في ورطة التكذيب بما لم يحيطوا بعلمه، فأجمل في المسائل التي يعتقد الجمهور بالحس الظاهر مخالفتها للواقع، لكن مع ذلك أومأ إلى الحقيقة بنصب أمارات، فإذا تفطنت لهذه النكتة فاعلم:

"أن الديانة والشريعة الإسلامية المؤسسة على البرهان العقلي، مُلخصة من علوم وفنون تضمنت العقد الحيوية في جميع العلوم الأساسية، من فن تهذيب الروح، وعلم رياضة القلب، وعلم تربية الوجدان، وفن تدريب الجسد، وعلم تدبير المنزل، وفن السياسة المدنية، وعلم الحقوق والمعاملات، وفن الآداب الاجتماعية، وكذا... وكذا...إلخ، مع أن الشريعة فسرت وأوضحت في مواضع اللزوم ومظان الاحتياج وفيما لم يلزم في حينه أو تستعد له الأذهان، أو لم يساعد الزمان، أجملت بفذلكة ووضعت أساساً، وأحالت إلى الاستنباط منه". [إشارات الإعجاز، (ص: 175)].

 

"يراعي القرآن ويتلطف مع الحس الظاهري، الذي يشاهد أن الأرض ساكنة ومُنبسطة، ولا يقول بصراحة: إن الأرض كروية تدور حول نفسها، وحول الشمس بسرعة، ما أراد القرآن أن يلبس على الناس ويُشوش على أفكارهم، فيُبعدهم عن هداية القرآن، ولو قال القرآن هذا وأمثاله من الحقائق العلمية لانفضّ الناس من حولها، ولأنكروا ذلك، لم يكن من ذلك شك، إلا أن القرآن لم يُهمل الإشارة إلى العصر، وإلى المستوى، الذي أدرك الناس فيه حقيقة شكل الأرض أو حركتها.

وبناء على هذه الحقيقة، فلا بد للمفسرين المتأخرين أن يُوفقوا بين الحقائق الكونية المتكشفة وبين النص القرآني المشير إلى هذه الاكتشافات، وليست هذه المسائل من قبيل العقائد والعبادات والأحكام والمعاملات، ولهذه يجوز أن تفهم وتؤمن الأجيال المتقدمة بالمعنى الإجمالي وكفى، وهذا لا يسبب أي نقيصة للقرآن، ولا للمتقدمين من الأمة الذين لم يكن في استطاعتهم أن يعرفوا هذه المسائل بالتفصيل، بل يكون دليل آخر بالإعجاز القرآني ..

لأن القرآن يُعلن بصراحة أنه يحتوي بعض الحقائق التي لم تظهر حقيقتها في وقت النزول: (بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ)[يونس: 39]. والجزء الأخير من الآية صريح في أن القرآن يحتوي بعض الحقائق التي ستتضح بمرور الزمان، وكذا قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)[فصلت: 53].

وهذه الآية صريحة في أن الله يُظهر بعض الآيات، أي: بعض الحقائق القرآنية بعد زمن النزول.

 

لنقرأ ما كتبه المفسر الإمام ابن كثير -رحمه الله- (المتوفى سنة 774هـ)، الذي هو أبعد المفسرين عن التفسير الموصوف بالعلمي.

قال -رحمه الله- في تفسير هذه الآية الكريمة: "أي: سنظهر لهم دلالاتنا وحججنا على كون القرآن حقاً منزلاً من عند الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم بدلائل خارجية في الآفاق من الفتوحات[7]، وظهور الإسلام على الأقاليم وسائر الأديان" ...

"ويُحتمل أن يكون المراد من ذلك هو ما الإنسان مركب منه وفيه وعليه من المواد (الأخلاط)، والهيئات العجيبة، كما هو مبسوط في علم التشريع الدال على حكمة الصانع تبارك وتعالى.

 

وقال ابن زيد –رحمه الله-، في قوله: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ) قال: (آفاق السماوات): نجومها، وشمسها، وقمرها، اللاتي يجرين، وآيات في أنفسهم، أيضاً. [تفسير الطبري: (ج25/ص5].

ويُصرح الإمام ابن كثير –رحمه الله- بأن هذه الآية تُشير إلى بعض الحقائق التي يدرسها علم الأحياء وعلم التشريح.

وابن زيد –رحمه الله-، من السلف –رحمهم الله تعالى، ورضي عنهم-، يُفسر (الآيات) بعلوم الكون، بينما كان ابن جرير الطبري –رحمه الله- لا يلتزم هذا التفسير، ظنّاً بأن السماوات والشمس والقمر كانت مشهودة ومعلومة عندهم.

 

* المفكر الإسلامي الأستاذ عبد الرزاق نوفل –رحمه الله- (1335 - 1404هـ):

عرض المفكر الإسلامي الأستاذ عبد الرزاق نوفل –رحمه الله- فكره في العديد من الكتب التي ألفها، وقد ظهر -رحمه الله- في فترة كانت بحاجة إلى إشاعة هذا الفكر، تلك هي فترة سيطرت الشيوعية -أو على الأقل العلمانية- على أنحاء مُتفرقة من العالم.

وفي كتاب (القرآن والعلم الحديث) [8] يقول: "أثبت التقدم الفكري في العصر الحديث أن القرآن كتاب علمي جمع أصول كل العلوم والحكمة ... وكل مُستحدث في العلم نجد أن القرآن قد وجّه إليه النظر، أو أشار إليه".

 

* - للموضوع -صلة- بمشيئة الله تعالى .. 

 

* - بقلم: أ. د كارم السيد غُنيم، الأستاذ بكلية العلوم، جامعة الأزهر الشريف، والأمين العام لجمعية الإعجاز العلمي في القُرآن والسنّة بمصر.

________________

 

[5]– يلدرم، د. سعاد: (مُستندات التوفيق بين النصوص القرآنية وبين النتائج العلمية الصحيحة)، المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، إسلام آباد - باكستان سنة: (1408هـ/ 1987م).

[6]– ابن عاشور، العلاّمة محمد الطاهر: (التحرير والتنوير)، تونس سنة: (1984م).

[7]– فسَّر الإمام ابن كثير –رحمه الله- (الآفاق) في الآية الكريمة؛ بأنها: (الفتوحات الإسلامية في البلاد والأقطار والأمم)، ولم يُمكنه العلم الدُّنيوي المتوفر في عصره من فهم الآفاق الكونية، ولذلك لم يُفسرها بآفاق الكون.

[8]– نوفل، عبد الرزاق: (القُرآن والعلم الحديث)، مُؤسسة دار الشعب بالقاهرة، سنة: (1982م).

 

 



مقالات ذات صلة