تفاصيل المقال

تكملة مقال: الإسلام والقُرآن؛ بقلم: الأستاذة الدكتورة زينب عبد العزيز - متعها الله بالصحة والعافية ..
تكملة مقال: الإسلام والقُرآن؛ بقلم: الأستاذة الدكتورة زينب عبد العزيز - متعها الله بالصحة والعافية ..
العقائد الرئيسية:
الإيمان بالله:
خالق السماوات و الأرض و ما بينهما ، الذي كلف الإنسان بتعمير الأرض وسخر له باقي المخلوقات و رزقه نعماً لا تعد و لا تحصى و لم يطلب منه إلا أن يعبده و يطيعه و ألا يجعل له سبحانه أنداداً. و رحمة الله وسعت كل شيء، فالله يغفر كل الذنوب إلا أن يشرك به (هناك شرك أكبر و أصغر و شرك في النية بعدم إخلاصها لله) . و هو سبحانه في عليائه و عظمته أقرب للإنسان من حبل الوريد ، سبحانه ليس كمثله شيء.
الإيمان بالملائكة:
رغم أن الإسلام حرم عبادة الملائكة إلا أنه أكد أننا لابد أن نؤمن بهم ، لأنهم جزء من عالم الغيب. و الملائكة خلقهم الله من نوره و أوجب عليهم طاعته و عبادته. و هم لا يعصون لله أمراً و يفعلون ما يأمرهم به. ومن الملائكة من كلفه الله بكتابة وتسجيل أعمال بني آدم، و هم موجودون على يمين و يسار كل إنسان. و منهم المكلفون بقبض أرواح بني آدم عند الموت.
الإيمان بكتب الله المرسلة:
كل مسلم يجب عليه أن يؤمن بالكتب السماوية السابقة و بأنها مرسلة من عند الله ، و هي التوراة (العهد القديم) التي نزلت على موسى و الإنجيل (العهد الجديد) الذي نزل على عيسى بن مريم[4]. و الإيمان بهذه الكتب ، كما أُنزِلت ، يعني الإيمان بأنها جاءت من عند الله تعالى ، لأن جميع الرسالات السماوية أكدت على حقيقة واحدة: هي عبادة الله الواحد، الذي إليه نسعى و نلجأ . و الإسلام هو آخر وحي السماء الذي جاء متمماً و خاتماً للرسالات السابقة. و محمد (صلى الله عليه وسلم) هو خاتم الرسل و الأنبياء، لأن بعده لن يكون هناك نبياً و لا رسولاً ، حيث جاءت رسالته مصححة و مكملة للرسالتين السابقتين، و هي رسالة صالحة لكل زمان و مكان ..
الإيمان بالرسل:
يرتبط الإيمان بالرسل ارتباطاً مباشراً بالإيمان بالرسالات التي أنزلها الله على هؤلاء الرسل. و المسلم يجب عليه ألا يفرق بين أحد منهم من آدم إلى المسيح عيسى بن مريم عليهم السلام،حيث أنهم جميعاً مرسلون من عند الله. ومن هؤلاء الرسل من جاء بالمعجزات، التي تفوق قدرته كبشر، و لكنها كانت بتأييد من الله سبحانه و تعالى بقدرته و مشيئته. و كل مسلم عليه أن يتفكر في قصص هؤلاء الأنبياء و مصير أقوامهم و سوف يجد بها دروساً و عبراً و أدلة راسخة على وحدانية الله تعالى ..
و أمام ما قام به أصحاب النفوذ أو المتعصبون من رجال الكنيسة من تحريف في الكتب السماوية السابقة، لا يملك المسلم إلا أن ينظر إلى هذا التحريف بأسف وعدم تقدير، رافضاً بشدة القول بأن المسيح ابن مريم هو ابن الله كما يزعم النصارى، وكذلك القول بأن عزيراً ابن الله كما يزعم اليهود. كما أن المسلم على يقين بأن المسيح عليه السلام لم يصلب. و التواريخ التي تمت فيها جميع هذه التحريفات مذكورة في محاضر المجامع و يمكن لأي شخص يريد التأكد من هذا الأمر أن يرجع إليها بسهولة ..
الإيمان بيوم القيامة:
لأن الحياة الدنيا حياة مؤقتة و انتقالية ، فإن الإسلام يهيئ أتباعه للحياة الآخرة ، حياة الخلود و الثواب و العقاب و الجنة و النار ، حيث يحاسب الله الناس على أعمالهم و يزنها عليهم بمثقال الذرة . و هذه المشاهد يصفها القرآن الكريم بالتفصيل ليحض المسلمين على فعل الخير و ترك الشر و على اتباع الصراط المستقيم ..
الإيمان بالقدر:
يؤكد الإسلام على حقيقة أن كل شيء في هذا الكون يمضي بإرادة الله ، مع التأكيد على أن للإنسان قدراته و إرادته التي تعينه على أداء ما عليه من واجبات وتجعله مسئولاً عن كل ما يختار أن يقوم به من أعمال ..
أركان الإسلام:
بُنِيَ الإسلام على خمسة أركان تمثل روح الإيمان و هي :
1 - شهادة ألا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله. 2 - إقامة الصلاة. 3 - إيتاء الزكاة .4 - صوم رمضان . 5 - حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً ..
1- الشهادتين:
حين ينطق شخص ما بالشهادتين ، يصبح مسلماً لأنه قد قبل ما شدد الإسلام في النص عليه كأساس له: و هي وحدانية الله ، و تفرده في الألوهية: فالعبودية لا تجب إلا إليه وحده دون سواه؛ وكل ما في هذا الكون الفسيح ملك يمينه بلا ند و لا شريك . و محمد صلى الله عليه و سلم هو الرسول الذي بعثه الله برسالة الحق لهداية البشرية إلى الدين القويم . و هذه الشهادة هي عماد الإسلام. و هي القاعدة الصلبة لعقيدة التوحيد الراسخة لدينا نحن المسلمون. و التي تمثل الاختلاف الحقيقي أو الشرخ الحاسم بين المسلمين والمسيحيين، و هو ما يفسر تلك الكراهية البغضاء التي تدفع متعصبي الكنيسة لمحاربة الإسلام بضراوة ليس لها مثيل، و الواقع أن القرآن يحتوي على الأدلة الدامغة على التحريفات المختلفة التي تعرضت لها المسيحية ..
2 - الصلاة:
الصلاة فرض على كل مسلم كتطبيق عملي للإيمان. و إقامة الصلاة تعد تعبيراً عن التواضع التام من الإنسان، الذي يسلم أمره بالكامل لله تعالى. و المسلم يؤدي الصلاة خمس مرات في اليوم : في الفجر والظهر و العصر والمغرب و العشاء. يبدأ المسلم في تهيئة نفسه للدخول و التركيز في الصلاة بالتطهر بالوضوء. ثم يقف موجهاً وجهه نحو الكعبة و يؤدي الصلاة بقراءة بعض آيات القرآن و ترديد بعض أذكار الصلاة، و الركوع و السجود في الأماكن المطلوبة.و يمكن للمسلم أن يصلي منفرداً أو في جماعة. و صلاة الجمعة و هي صلاة الظهر يوم الجمعة هي الصلاة التي يجب أن يؤديها الرجل في المسجد. أما عن باقي الصلوات، فالأفضل للرجل أن يؤديها في المسجد؛ و من الممكن أن يؤديها في مكان آخر. أما المرأة فلها الاختيار أن تذهب إلى المسجد أو أن تصلي في المنزل. و صلاة الجمعة تسبقها خطبة و هي موعظة يلقيها إمام المسجد و تكون موضوعاتها متنوعة ، فد تتعلق بالأحداث الجارية في المجتمع أو بأي موضوع يهم المصلين ..
3 - الزكاة:
الزكاة ثاني أركان الإسلام بعد الصلاة. و هما يمثلان الركنين الرئيسيين اللذين يقوم عليهما الإسلام. و كلمة زكاة في اللغة العربية مشتقة من تزكى بمعنى تطهر وتنقى . و إعطاء الإنسان جزءاً من ماله للمحتاجين يعبر عن هذا المعنى. و يوضح القرآن أن الزكاة كانت مفروضة على أمم الأنبياء السابقين كما هي مفروضة على المسلمين. و تقترن الزكاة في آيات القرآن بالصلاة مما يجعلهما تقريباً على قدم المساواة في الأهمية والقيمة. ويحدد القرآن الكريم في [الآية 60 من سورة التوبة] مستحقي الزكاة: " للفقراء و المساكين و العاملين عليها و المؤلفة قلوبهم و في الرقاب و الغارمين و في سبيل الله و ابن السبيل." و الزكاة هي أحد الفروض التي يجب أداؤها على كل مسلم ..
4 - صوم رمضان:
الصوم هو الامتناع عن الطعام و الشراب و مباشرة الأزواج من الفجر و حتى غروب الشمس. عرفت أمم الأنبياء السابقين الصوم، فقد نصت عليه معظم الأديان بشكل أو بآخر. و الصوم عبادة بين العبد و ربه، تدل على إيمان الإنسان و عزيمته، كما يعتبر وسيلة يقاوم بها شهواته. و يستحب في شهر رمضان الإكثار من الصلاة ومن قراءة القرآن و الامتناع عن كل معصية و الإحسان إلى الوالدين و أولي الأرحام ..
5 - الحج:
الحج فريضة على كل مسلم مرة واحدة في العمر أن استطاع إليه سبيلاً.و المقصود بالاستطاعة : القدرة المالية و البدنية. و قد فرضه الله على المسلمين ليستشعروا رباط العبادة الذي يوحدهم معاً مهما بعدت بينهم المسافات و رغم بعد بلادهم عن الكعبة، المركز الذي انتشر منه الإسلام إلى العالم .و في شعائر الحج إحياء لسنة إبراهيم[5] عليه السلام و نهاية لما كان يمارسه الكفار من شعائر قبل الإسلام. و فترة الحج تكون من يوم الثامن إلى الثاني عشر من شهر ذي الحجة. و قد بلغ عدد الحجاج في عصرنا هذا أكثر من مليوني مسلم كل عام ..
و للحج أركان و شعائر محددة، وهي: النية ، الإحرام ، الطواف سبعة أشواط حول الكعبة، السعي سبعة أشواط بين الصفا و المروة، المبيت بمنى و عرفة ومزدلفة ..
و شروط الإحرام هي : - عدم ارتداء المخيط من الثياب حيث يكتفي الحاج بقطعتين من القماش الأبيض يلفهما حوله -عدم تغطية الرأس-عدم التعطر و التطيب- الامتناع عن مباشرة الأزواج- عدم قتل الصيد ..
و تجب الفدية على من يخالف أحد هذه الشروط ..
و المرأة تمارس نفس الشعائر بنفس الشروط ما عدا شرط الملبس و الصيد. فلها أن ترتدي ملابسها العادية و يفضل الأبيض من الثياب و عليها أن تكشف وجهها وكفيها ..
_______________
[1] استبدلت الكاتبة طريقة كتابة المستشرقين لاسم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) Mahomet بالطريقة الصحيحة Muhammad على أمل أن يتم تصحيحها في النصوص الفرنسية.
[2] لأن هذه الكلمة Dieu كما ينطق باللغة العربية دون ترجمة إلى كلمة رب باللغة الفرنسية Allah 2- تكتب الكاتبة لفظ الجلالة بالحروف اللاتينية تعبر عن فكرة التثليث و التي فرضها مجلس القساوسة و علماء الدين المسيحي الذين اجتمعوا في مدينة " نيسيه" بآسيا الوسطى عام 325 من الميلاد . مما يمثل نوعاً من الشرك لا يتخيله و لا يقبله المسلمون لان الله واحد لا شبيه له و لا مثيل.
[3] اختارت الكاتبة أن تكتب كلمة القرآن باللغة الفرنسية بلفظ Qur`ân و هو أقرب ما يكون للنطق العربي على أمل أن تحل محل لفظ Coran
المستخدم في النصوص الفرنسية منذ السبعينات.
[4] دائماً يذكر اسم المسيح مقروناً ب" ابن مريم" في القرآن الكريم للتأكيد على رفض أن يكون لله تعالى ولد ، فهو سبحانه "لم يلد و لم يولد".
[5] إبراهيم عليه السلام هو الجد الأكبر للمسلمين و قد وصفه القرآن الكريم في سورة آل عمران: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) . و المسلمون هم ذرية إسماعيل عليه السلام الابن الأكبر لإبراهيم، و الذي يكبر اسحق عليه السلام بثلاثة عشر عاما. و من المدهش أن يظل المتعصبون من رجال الفاتيكان مصرون حتى وقتنا الحاضر على إنكار هذه الذرية و على عدم الاعتراف بالإسلام دين التوحيد الذي أرسله الله ، على الرغم من كل الأدلة الموجودة في نصوص الإنجيل و التي تؤكد على ذلك ..
مقالات ذات صلة
-
الاِسْتِشْرَاق .. تَعْرِيفه شخصِيَّاته وَخَلْفِيَّاته، أفْكَاره ومُعْتَقَدَاته، أَهْدَافه وَغَايَاته، آثَاره ومَطْبُوعَاتِه، دَوْرهِ فِي خِدْمَةِ الاسْتِعْمَار - (6)
الانتشار ومواقع النفوذ: * - الغرب هو المسرح الذي يتحرك فوق أرضه المستشرقون، فمنهم الألمان ومنهم البريطانيون والفرنسيون والهولنديون والمجريون،…
الثلاثاء 4 محرم 1444 هـ 02-08-2022 م -
الاِسْتِشْرَاق .. تَعْرِيفه شخصِيَّاته وَخَلْفِيَّاته، أفْكَاره ومُعْتَقَدَاته، أَهْدَافه وَغَايَاته، آثَاره ومَطْبُوعَاتِه، دَوْرهِ فِي خِدْمَةِ الاسْتِعْمَار - (5) ..
* - آراء استشراقية خطرة: - جورج سيل G.Sale زعم في مُقدمة ترجمته لمعاني القرآن 1736م، أنَّ القُرآن إنما هو…
الاثنين 26 ذو الحجة 1443 هـ 25-07-2022 م -
الاِسْتِشْرَاق .. تَعْرِيفه شخصِيَّاته وَخَلْفِيَّاته، أفْكَاره ومُعْتَقَدَاته، أَهْدَافه وَغَايَاته، آثَاره ومَطْبُوعَاتِه، دَوْرهِ فِي خِدْمَةِ الاسْتِعْمَار - (4 - 6)
* - أهم مُؤلفات المستشرقين في التراث العربي الإسلامي: 1 - تاريخ الأدب العربي: كارل بروكلمان ت 1956م. 2 -…
السبت 24 ذو الحجة 1443 هـ 23-07-2022 م